الأربعاء، 17 يونيو 2009

دعوة عامة لأهل الأديان


دعـوة عامـة

بسم الله الرحمن الرحيم ............ والحمد لله رب العالمين...........

أيها السيدات والسادة.... أعزائى:

حديثى إلى كل من له قلب ينبض وعقل سليم يفكر.

فكلنا يعرف أن له ربًّا خلقه، ودينًا اختاره الله له، ليكون منهج حياة نتعرف على الله من خلاله ونطبق ما فيه من أوامر ونصائح وشرائع، ونترك كل ما نهى الله عنه، لنُرضى خالقنا، وننال بذلك وعد الله لنا بالنعيم المقيم فى الدنيا والآخرة... ولأنه يخص حياتنا التى نعيشها ومستقبلنا بعد الموت والدفن، والبعث والحساب... فالأمر جَدُّ خطير.
فقد أردت أن أحدثكم عن السلامة فى الدنيا والآخرة والتى لن تكون إلا بمرضاة رب الكون وخالقه، ولن يرضى الله الخالق إلا بإتباع دينه الذى اختاره لنا، والإيمان برسله الذين أرسلهم إلينا ليبينوا لنا الحق من الباطل.

ولكن يبقى لنا سؤال: أى الأديان نتّبع.. هل دين موسى وكتابه التوراة.. أم دين المسيح وكتابه الإنجيل.. أم دين محمد (الإسلام) وكتابه القرآن؟
فلابد أن نعرف أيهم أحق أن يُتّبع، وأن نعرف أيضاً هل كلهم من كلام الله أم منهم من كلام البشر وهو افتراء وكذب على الله؟
ولكن كيف نعرف هذا وكلٌ منا يتَّبع دينا، يرى أنه على الحق، ويأبى أن يتعرف على ما جاء فى الأديان الأخرى.. ولقد أهلك الله أقواماً قَبلَنا كانوا يعبدون أشياء من دون الله، وعندما سُئلوا لِما تعبدون من دون الله ما لم ينزّل به سلطانا؟ قالوا: وجدنا عليها أباءنا وأجدادنا... فهل نكون مثلهم دون إعمال العقل؟...... أم نتمسك بكتاب دون غيره؟
لقد جاء فى التوراة _:
{أنا الرب... لا يكن لك آلهة أخرى أمامى} .الخروج 20: 2-3
وجاء _:
{ أنا الرب وليس آخر لا إله سواى} .إشعياء 45: 5

وجاء فى الإنجيل _:
{ لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد}. متى 4: 10
وجاء _:
{ نعلم أنه ليس وثن فى العالم وأن ليس إله آخر إلا واحد} . كورنثوس 8: 4

وجاء فى القرآن _:
{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}. البقرة 163
وجاء _:
{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. العنكبوت 46

فكل تلك الكتب تقول أن الله واحد ولكن: أى إله نعبد وأى الطريق يؤدى إليه..؟

قالت اليهود: إن التوراة أُنزلت على موسى. ولديهم تعاليم التوراة ولم يشهدوا بما جاء فى المسيحية من إلوهية المسيح أو بنوته.
وقالت النصارى: أنهم على حق وأن اليهود قتلوا المسيح، وقالت أيضاً: أن المسيح هو الله وابن الله، برغم ما جاء على لسان المسيح ذاته فى كتاب الإنجيل عندما قال :
{ إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم }.يوحنا 20: 17 .
فإن قال: أبى. فقد قال أيضا: أبيكم. وإن قال: إلهكم. فقد قال أيضا: إلهى..!!
وقد جاء على لسان بولس الرسول أنه قال:
{لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله و الناس الإنسان يسوع المسيح}.تيموثاس 2: 5

ولأن التوراة كانت قبل الإنجيل فجاء فيها أنه هناك نبى يأتى إلى العالم. ولم يأت بها: أنه إله ولا ابن إله..!! فِلمَ لم يتّبع اليهود دين النصارى؟ ولِمَ لم يتبع النصارى دين اليهود؟.. أمر عجيب!

ثم يأتى بنا المقام لنذكر دينا آخر وهو الإسلام.. والذى جاء بلهجة تحٍد شديدة لِمن يُثبت أن القرآن ليس من عند الله، ومع ذلك فقد أقر الإسلام بنبوة موسى وعيسى، وأن كتبهم من كلام الله، ولكن تطاولت أيدى البشر على تلك الكتب فحرفتها.. والعجيب أن الإسلام جاء بأدلة على التغيير والتحريف.

ولكن، أين الحق؟

فإن كانت التوراة بها تعاليم وإخبار بالمستقبل، فالإنجيل به تعاليم وإخبار بالمستقبل، وجاء القرآن أيضاً بتعاليم أخرى، وإخبارات أيضا لما قد يحدث فى المستقبل من أحداث وحقائق علمية، ولعل فيها أيضاً من النفع والفائدة والصدق ما جعل علماء الغرب قبل الشرق من اليهود والنصارى يعلنون أن: ما توصلوا إليه فى بعض اكتشافاتهم العلمية قد سبقهم إليه دين محمد. وذلك ثابت بالأدلة والتاريخ... والأعجب أن كثيراً منهم آمن بدين محمد وشهد أنه ليس كلام بشر ودخل الإسلام، ومنهم من شهد لمحمد بالصدق ولكن ظل على ما هو عليه من دين.
فهيا بنا نبحث عن طريق الحق دون اتباع للهوى، ولا نكف عن البحث حتى نتيقن أننا على الطريق الصحيح الذى اختاره لنا الله. حتى نفوز برضاه ونعيمه وننجو من عقابه وعذابه... هيا بنا نبدأ من حيث انتهى الآخرون.

أما عن نفسى فقد بدأت من حيث انتهى الآخرون، وكيف ذلك؟

لقد قرأت عن الشبهات التى اتهم بها أهل كل كتاب أهل الكتاب الآخر وقرأت الرد عليها، واطلعت أيضاً على إشارات تلك الكتب للأحداث المستقبلية، حتى تسنى لى الوقوف على أرض ثابتة وتوثقت مما قاله هؤلاء وأولئك، ومن هنا اتضح لى بعض النتائج:

1- أن على وجه الأرض ثلاث كتب أصلية منزلة من عند الله وهى (التوراة– الإنجيل– القرآن).
2- أن كل تلك الكتب تدعو لعبادة إله واحد لا شريك له ولا منازع له فى ملكه.
3- أن تلك الكتب جاءت لتكمل بعضها وربما تنسخه، ولم تكن لتنقض سابقها.
4- أن الله اختص لتبليغ ما فى الكتب للبشر أُناسًا هم من أفضل الخلق على الإطلاق وهم الأنبياء.
5- أن الله أيد أولئك الأنبياء بالمعجزات وخوارق العادات ليبرهن على صدق نبوتهم.
6- أنه لابد من الإيمان بالكتب الثلاثة سوياً حتى يتحقق كمال الإيمان.
7- أنه لابد من الإيمان بالأنبياء والرسل مع عدم التفريق بينهم.

ولأننى اتبعت هذا الدين وهو الإسلام وآمنت بالقرآن شريعةً لله فى أرضه بعد التوراة والإنجيل، وآمنت بالنبى المبلِّغ به وهو محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبعد أن قرأت الكتب الأخرى المنزلة من قبل الله وهى التوراة والإنجيل، وددت أن أعرض لكم بعض الدلائل والبراهين على أن:

- القرآن كلام الله.
- الإسلام دين الله.
- محمد رسول الله .

فلعلى أُوفّق فى عرضى لتلك المسائل الهامة، ولعلكم تُمعنوا التفكير فى كل مسألة على حدى، دون إتباع للأهواء، أو المُضى على نهج الآخرين دون إعمال العقل الذى مُيّزنا به عن سائر المخلوقات.


والله أسأل أن يشرح صدورنا ويهدينا إلى صراطه المستقيم.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق